"صوت نسوي مناضل".. وفاة السورية نادية اليوسف إثر حادث سير
"صوت نسوي مناضل".. وفاة السورية نادية اليوسف إثر حادث سير
رحلت نادية اليوسف، الرئاسة المشتركة لمديرية المحروقات في إقليم الجزيرة، تاركةً خلفها إرثًا إنسانيًا ونضاليًا لا يُمحى، لم يكن خبر وفاتها إثر حادث سير مجرّد نبأ عابر في نشرات الأخبار، بل كان صدمةً لنساء ورجال عرفوها رمزًا للصمود والتغيير، وواحدة من أبرز الوجوه النسائية التي حملت هموم المجتمع على كتفيها في زمنٍ قاسٍ.
انخرطت نادية منذ الأيام الأولى لثورة شمال وشرق سوريا، لم تتردّد في مواجهة تحديات الحرب والحصار، وكانت حاضرة في الصفوف الأمامية، توازن بين القيادة الميدانية والعمل الإداري، بحسب ما ذكر بيان لمجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، اليوم الخميس.
شغلت مناصب عدة، منها مستشارة الحاكمية المشتركة لمقاطعة الجزيرة، وصولًا إلى موقعها القيادي في مديرية المحروقات، حيث عملت على تطوير الخدمات الحيوية وربطها بمفهوم العدالة الاجتماعية، لتثبت أن المرأة قادرة على إدارة الملفات الأكثر تعقيدًا.
تضحيات بحجم القضية
لم يكن نضال نادية اليوسف مهنيًا فحسب، بل امتد إلى حياتها الشخصية؛ فقدّمت ابنها شهيدًا في معارك سري كانيه/رأس العين عام 2019، لكنها واصلت العمل العام دون أن تنكسر، مؤكدة أن دماء الشهداء يجب أن تكون دافعًا لمواصلة الطريق لا سببًا للتراجع.
في وداعها الأخير، شيّع أهالي مدينة تربه سبيه وقراها جثمانها إلى مزار الشهيد دلشير، وسط حضور شعبي ورسمي واسع، رافعين صورها وأعلام الحركة النسوية التي أسهمت في ترسيخها.
وأكدت الإدارة الذاتية التزامها بمواصلة نهجها، في حين عد مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي رحيلها خسارة كبيرة لمسيرة المرأة في المنطقة.
اسم في ذاكرة التغيير
بقيت نادية اليوسف حتى لحظاتها الأخيرة مثالًا للقيادة المتواضعة التي تجمع بين الحزم والإنسانية.
رحيلها لن يمحو صورتها في ذاكرة الثورة، بل سيجعلها مصدر إلهام لأجيال جديدة من النساء اللواتي يسعين لترسيخ العدالة والمساواة في مجتمع أنهكته الحروب.